بعد أن عان التركمان الأمرين بيد الحكومات المختلفة التي توالت في حكم الدولة العراقية, أشرق على ظلام الليل الدامس الذي عاشه التركمان صبح ما هو بأحسن من أمسه وليست بذاك النور الذي كان التركمان يتطلعون إليه خلال أعوام القمع و مسخ الهوية التركمانية العراقية الوطنية وسياسات التطهير العرقي الذي مورس بحق التركمان.
فقد أولى التركمان بعض الأفراد ثقة لخوض غمار العملية السياسية وتمثيل التركمان في المحافل السياسية الدولية والمحلية ونقل أرائهم وتطلعاتهم في عراق الغد دون أن يحدث هدر للحقوق القومية للتركمان في ارض العراق كما حدث في الأمس. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن .... فقد انبرى بعض الذين كانوا محل ثقة التركمان إلى البحث على المصالح الشخصية والجري خلف المناصب والمقاعد. وظهرت في الآونة الأخيرة مسلسل جديد وهو مسلسل تأسيس أحزاب سياسية مزعومة لينشقوا من الصف التركماني الموحد و ليتخلفوا عن القطيع الذي يمشي قدما رغم العواصف الهوجاء الصفراء التي لا تأرجح أشرعة السفن .
أن هذه الأحزاب رغم تلونها بألوان الطيف إلا أنها لا تلقي قبولا ورواجا إلا من قبل بعض الجهات السياسية التي تتطلع إلى إضعاف الصف التركماني الرصين المتمثل بالجبهة التركمانية العراقية.
وهنا سؤال الذي يطرح نفسه, هل أن التركمان في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ السياسي للعراق بحاجة إلى هكذا أحزاب ؟؟ وهل تخدم كثرة الأحزاب المصلحة التركمانية أم إنها ما ولدت إلا لتخدم المصالح الشخصية ومصالح الجهات السياسية المطبلة لهذه الأحزاب ؟؟ وهل الجودة بالكمية أم بالنوعية؟؟؟
أسئلة تطرح للمناقشة...
ففي الانتخابات القادمة وعملية الاستفتاء الذي من المزمع إجرائه في 15 تشرين الأول من العام الجاري سوف يتوجه التركمان إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم متبعين خطوات وتوجيهات جبهتهم السياسية الموحدة الجبهة التركمانية العراقية والأحزاب المنضوية تحت رايتها.. هذه الجبهة التي ما ولدت إلا من رحم الأمة التركمانية في العراق وجاءت من متطلبات المظالم التركمانية التي عان منها الشعب التركمان خلال الفترات المظلمة السابقة. وستظل الجبهة التركمانية في العراق الممثلة الشرعية الوحيدة لتطلعات التركمان دون منازع وليذهب الذين يريدون دس السم في الجسد التركماني إلى الجحيم مع من والاهم من الباحثين عن المصالح الشخصية ومرضى النفوس. والذي يريد المساهمة والانخراط في المعترك السياسي التركماني وخدمة الشعب, عليه الالتحاق بالجبهة التركمانية العراقية جنديا كان أم رئيسا ليقدم خدماته إلى أمته وشعبه لا أن يذهب إلى تأسيس أحزاب ستكون أحزاب بلا شعوب وتفتقر حتما إلى القاعدة الجماهيرية . وليس من المهم من يكون, المهم أن نسير إلى الأمام لنحقق طموحات الشعب التركماني. فمن الأولى على هؤلاء الذين قرروا الانفصال من الصف التركماني أن يعودوا إلى رشدهم وان يستغلوا مناصبهم الإدارية في الحكومة العراقية في سبيل خدمة القضية التركمانية العادلة فما بلغوا إليه ما كان من عبقريتهم السياسية بل بفضل الجبهة التركمانية التي رشحتهم إلى هذه المناصب التي استغلت فيما بعد ضد الجبهة التركمانية العراقية ووحدتها ليضنوا إنهم يستطيعون تحقيق شئ ما دون الجبهة ودون إرادة الشعب التركماني . ونحن ابناء هذا الشعب الاصيل نحذر كل من تسول له نفسه المتاجرة بقضيتنا وباسمنا ولا نسمح لكل من هب ودب أن يمثلنا ويتحدث عن قضيتنا فالشعب هو الذي يقرر من الذي سيمثله في كل المحافل.
فما هكذا تحلب الإبل ...
|