في عرض مميز قدمته مجموعة توكمن ايلى للمسرح, اسرت جميع الحاضرين في قاعة النشاط المدرسي بكركوك يوم 4 حزيران 2016م. العرض كان بالأسلوب الاكاديمي والذي اعتمد على نظام المسرح الحديث. المخرج الواعد الاستاذ احمد صارى كهية الذي ابرز قابليته في مجال العرض الحديث والذي استغنى عن الحوارات الكثيرة واستبدلها بالتعبير عن الموضع بالحركات الايحائية. مما كان له تأثيره البالغ في نفسية المتلقي, الى جانب ادائه لدور البطولة بأسلوبه الرائع والناجح. كاتب النص الاستاذ المسرحي الكبير ياوز فائق, سخر هو الاخر كل تجاربه السابقة في تجسيد معاناة شعب عان وما زال يعاني الكثير في ظل المعطيات السياسية التي تعصف بالعراق. الكاتب تفاعل مع الام شعبه التركماني في العراق ومعاناته ولا سيما ما تعرض له التركمان في العراق من ماسي كبيرة متمثلة بالضربة الكيمياوية التي تعرضت لها ناحية تازة خورماتو التركمانية. العرض رغم كونه يتناول مأساة امة الا انه لم يغادر الى زرع بعض الشيء من الابتسامة على وجوه المشاهدين. حيث ابدع الفنان التركماني الكوميدي الكبير محمد جمال في دوره الذي جمع فيه بين التراجيديا والكوميديا في ان واحد, وقد تمكن بكل جدارة وكعادته من اختراق قلوب المشاهدين وايصال الفكرة المرجوة من الدور المناط اليه وبأجمل صورة. محمد جمال الذي عرف عنه اداء الادوار الكوميدية الساخرة كان في هذا العرض قد ظهر وبحلة جديدة لم نألفه عنه من قبل. وقد كان موفقا الى درجة كبيرة في هذا الاداء المتميز وقد اضفى لونا ورونقا من نوع خاص على مجمل العرض واثبت حضوره بجدارة. قابليات شابة ظهرت في الساحة المسرحية التركمانية. رغم كون البعض يخوض تجربته الاولى في هذه المجال, الا ان دور المخرج الاستاذ صارى كهية والمؤلف الاستاذ ياوز فائق بصفته الدراماتورج المسرحي قد تمكنوا بشكل يستحق الثناء من استغلال هذه القابليات الشابة وتسخيرها بالشكل الامثل وتوظفيها بالأسلوب اللائق والصحيح وصقلها واعدادها. مؤيد قارياغدى احد هذه القابليات الشابة الذي ادى دوره بشكل صحيح دون الخروج عن النص. كان ملتزما لما وكل اليه من مسؤولية فنية مما جعله محل ثقة مخرجه وفتح لنفسه الطريق لكي يناط اليه ادوار اكثر تعقيد في المستقبل بإذن الله. اما الشاب حسن محمود الطالب في قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة, كان موفقا للغاية في اداء الحركات الاستعراضية وقد عبر عن الكثير بواسطة هذه الحركات. حسن يتمتع بمرونة الجسم كالرياضي الذي يؤدي العاب الجمناستك في حلبة رياضية. وقد تحدث عنه الكثير من المشاهدين الحاضرين في المسرح. ولا شك ان لحسن محمود مستقبل واعد في مجال المسرح. الشاب محمد عبد الله الذي ادار انارة المسرح والشاب محمد كمال المهتم بنظام الصوت والشباب المبدعين في الاداء المسرحي كل من محمد برهان وصايغن برهان الى جانب الاداء الرائع لقارئ المقام عباس صباح برفقة عازف الكمان الشاب محمد توتونجو قد كونوا معا مجموعة متكاملة في الاداء اسر الحاضرين كافة. بصفتي مهتم بأمور المسرح ومتذوق جيد اعيش اللحظة التي اشاهدها على خشبة المسرح, اتوقع احراز المزيد من التميز والنجاج لهذه المجموعة الخيرة والعملية في حالة استمرارها على نهجها هذا في العمل والاداء. حيث انني تلمست في هذه المجموعة ومنذ اليوم الاول من انشائها ان تكون متميزة عن قريناتها بأسلوبها المسرحي الذي يعتمد على المبادئ العلمية الحديثة. ولا يفوتني هنا ان اتقدم بالشكر الى كل من ساهم في وضع هذا العمل الفني الرائع على خشبة المسرح. واخص منهم الاستاذ المنهدس النائب السابق حسن اوزمن والدكتور مظفر ارسلان والاستاذ رياض صارى كهية رئيس حزب توركمن ايلى والنائب السابق زالة يونس النفطجي والاستاذ رعد رشدي اكاه عضو مجلس محافظة كركوك لما كان ولا زال لهم من الدور المهم في رفد المجموعة المسرحية هذه بالدعم المعنوي والعمل على تذليل العقبات امامها. بارك الله بالجميع والى المزيد من التقدم والابداع.
|