كان متوقعا ان تنخفض شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في الانتخابات النيابية الاخيرة وذلك لان الرئيس التركي اردوغان كان يطمح ان يقلب نظام الحكم من برلماني الى رئاسي بالرغم من وجود اعتراضات جائت على لسان مؤسسي الحزب مثل الرئيس التركي السابق عبدالله كول ونائب رئيس الوزراء بلند ارنج. هذا الإصرار من قبل أردوغان ولد تخوفا داخل المواطن التركي حول ان يستغل هذا النظام في بسط سياساته الانفرادية على جميع الاصعدة وان يكون حجة من احل تصفية معارضيه لكن الناخب التركي ونظرًا لخبراته واسعة من خلال الأحداث التي مرت بتركيا قال كلمته يوم الانتخابات وكلمته كانت التوافق في الحكم البرلماني التعددي وبذلك رفض للنظام السياسي. حزب العدالة والتنمية ومن خلال الأصوات التي حصل عليه لا يستطيع ان يشكل الحكومة وبذلك وبعد ١٣ سنة من حكم هذا الحزب سوف تشهد تركيا حكومة ائتلافية في حال اذا استطع ان تنال ثقة الأحزاب الثلاثة الاخرى والتي حازت على مقاعد في البرلمان. ويرى المراقبون بان هنالك صعوبة بالغة في تشكيل حزب العدالة والتنمية الحكومة مرة اخرى وتقول ألانباء الواردة من تركيا بان الرئيس التركي اردوغان غير راضي عن تشكيل حكومة ائتلافية في حين فان رئيس الوزراء احمد دَاوُدَ أغلو يصر على تشكيلها وفي حال عدم تشكيل الحكومة خلال ٤٥ يوما فسوف يكلف الرئيس التركي الفائز الثاني اي الحزب الشعب الجمهوري من اجل تشكيل الحكومة وهذا ما يراه المراقبون صعبا لانه يحتاج الى ثقة الحركة القومية التركية وحزب الشعوب الديمقراطي وهذان الحزبان ذات عقيدتين مختلفتين تماما ومن الصعب ان يتفقان لكن نعود ونقول السياسة هي ان تتحالف مع الشيطان من اجل تبعد خصمك عن السلطة . وربما يسال سائل لماذا التركمان يهتمون بالانتخابات التركية؟ سؤال في محله لان التركمان يطمحون الى حكومة تقيم علاقات قوية مع الحكومة العراقية لان العلاقات التاريخية في السابق تدهورت نتيجة الأحداث والتطورات السورية وهذا اثر بشكل سلبي على دور التركمان في العملية السياسية وهنالك من يعتقد بان ابعاد التركمان من قبل الحكومة المركزية هو بمثابة رسالة الى الحكومة التركية . لكن أوقفني تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض عندما قال ننتظر بفارغ الصبر لكي يتعاونوا مع الحكومة الجديدة . أهذه إشارة الى تغيير قد يحدث في تركيا؟ الأهم اذا استطاعت الأحزاب الثلاثة الفائرة ابعاد حزب العدالة والتنمية عن السلطة يعني حدوث انقلاب في موازين المعادلة في الشرق الأوسط.
|