الشعوب قد يختلفون بعاداتهم ولغاتهم لكن الذي يربطهم هو وحدة الدين الذي يعد من الوسائل المهمة في بناء جسور المحبة في سبيل إعلاء راية الدين والمسلمين. ومحور موضوعنا هذا معركة كوت العمارة التي سنتحدث عليها بشكل مختصر التي تعتبر من اهم جسور المحبة والقرابة بين الشعب العراقي والتركي. معركة كوت العمارة أو حصار الكوت والتي حدثت مابين 7 من كانون الأول عام 1915 و26 نيسان 1916 هي احد المعركتين التي انتصر الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الاولى بعد معركة جانق قلعة. كوت العمارة هي مدينة على نهر دجلة, حيث يلاقي قناة شط الحي القديمة. وتقع على بعد 350 كم أعلى النهر من البصرة ونحو 170 كم من بغداد. في 1915 كان يسكنها نحو 6,500 نسمة. استطاع جيش الدولة العلية العثمانية من إلحاق هزيمة مريرة بجيوش التي كانت تسمى بالدول التحالف بقيادة انكلترا الذي كان يحاول احتلال العراق وكان قائد هذه المعركة هو خليل باشا عم القائد التركي العقائدي انور باشا ومن العجيب في الأمر إن العم كان يصغر ابن أخوه سنا وبعد حصار دام 147 يوما من قبل الجيش العثماني لجيوش دول التحالف انتهت بأسرهم . وبعد تأسيس الجمهورية التركية الحديثة وصدور قانون الالقاب تم اعطاء قائد هذه المعركة خليل باشا اسم كوت لكي يصبح اسمه خليل كوت. وحق يقال بأن العشائر التي تتواجد في جنوب العراق وقفت بشكل كبيرمع دولة العلية العثمانية ابان الحرب العالمية الاولى وتم تأسيس جيش المجاهدين من هذه العشائر. تبقى لنا القول بأن دولة العليا العثمانية لم تسقط لكن المرحلة تطلب انشاء دولة جديدة تمثلت بالجمهورية التركية لان عصر الامبراطوريات قد انتهت وعصر السيطرة على دول عبر اقتصادها هي السائدة الان ويقول احد احفاد السلطان مراد الرابع وهو يعيش في نيويورك في لقاء صحفي بأن العثمانية كانت دولة نفتخر بها لكن اليوم جمهورية التركية لم تقل شأن عنها لأنها دولة ذات قوة مؤثرة في المنطقة.
|