في الوقت الذي ينشغل الراي العام الدولي بالاحداث الدامية الجارية في سوريا و الخلاف الازلي بين الرأسمالية والشيوعية متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي سابقا , هذا الخلاف بين هذين القطبين يتحول من منطقة الشرق الاوسط الى اوربا الشرقية وتحديد الى اوكرانيا. الفكر السياسي الاوكراني ينقسم الى قسمين القسم الاول الذي يدعو الى بقاء اوكرانيا ضمن الاتحاد الاوربي اي تحت حماية الولايات المتحدة الامريكية. القسم الثاني الذي يدعو الى بقاء اوكرانيا ضمن رعاية روسيا الاتحادية. وعلى هذا الاساس انتقل هذان الرايان الى الشارع وبعد مظاهرات عارمة في اوكرانيا وتحديداً في العاصمة كييف وشاءت الاقدار وانتصر الفكر الذي يؤيد بقاء اوكرانيا ضمن الاتحاد الاوربي اي انتصرت امريكا في هذا الحرب وبذلك فأنها استعادات هيبتها بعدما خسرتها في سوريا. لكن روسيا لم تبق مكتوفة اليديين وفي ليلة احد الايام وبعد منتصف الليل تأتي قوات تابعة للجيش الروسي لكي تقتحم برلمان مقاطعة قرم(كررم) احدى المقاطعات التابعة لاوكرانيا التي يعيش عليها الاتراك (التتار) ويعد نسبتهم(12) حسب تقارير تركية حيث قامت هذه القوات باحتلال مبنى البرلمان وقامت قوات اخرى بمحاصرة الوحدة التابعة لجيش اوكرانيا المتواجد في المقاطعة. الاتراك التتار: يعد شمال البحر الاسود الوطن الام وهم يعتنقون الدين الاسلامي ويأتي بفضل امارة كبكاج التركية التي حكمت المنطقة ويعيشون في تركيا واوزبكستان ورومانيا وبلغاريا اضافة الى مقاطعة القرم حكومة المقاطعة اعلنت في بيان عاجل انها تبارك التدخل الروسي لانها تحمي الموطنين الروس والبرلمان يتخذ قرار بأن منتصف الشهر القادم سيكون موعداً لاستفتاء شعبي حول مستقبل مقاطعة القرم هل انها ستبقى ضمن حدود اوكرانيا ام تنفصل عنها. ومن الامور الذي جلب انتباهي التقارير التي عرضتها احدى الفضائيات التركية من مكان الحدث يظهر فيها قائدي الجيش الروسي والاوكراني يعقدان مؤتمر صحفيا في الباب النظامي لاحدى وحدات الجيش الاوكراني والقائد الروسي يحاول اقناع القائد الاوكراني بأن يدخل الى داخل الوحدة لكي يجري تصويتا داخل صفوف الجيش حول هل انهم يريدون البقاء ضمن جيش اوكرانيا ان يرغبون الانتماء الى الجيش الروسي والغرابة في الموضوع اجراء هذه المحاولة دون استخدام القوة في حين الطرفين مدججين بالاسلحة الثقيلة. الصراع بين الراسمالية والشيوعية بدأت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لكي تترك مكانها الى مرحلة الحرب الباردة ودخل هذا الصراع الى منطقة الشرق الاوسط في عام 1948 وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 دخلت الحرب البادرة الى شوط مستقطع لكي يبدء مع احداث اوكرانيا لكن القلق هو انتقال هذا الصراع الى العراق عبر سوريا.
|