للأماكن مثل الوجوه , صور تبقى عالقة في ثنايا الروح , لا تقو السنون والحادثات على مرها وقسوتها أن تزيل معالمها ,أو تمحوها , فيح... تويها النسيان .. لا زلت أذكر العربات الخشبية المحملة بالثلج تجوب أزقة قلعة كركوك , مع ساعات الضحى من كل يوم , وصوت المنادي يتردد في ذاكرتي (( قار ... قار... )). سقى الله تلك الايام الهانئات من اواسط الستينيات من القرن الفائت , يوم كانت الصناديق الخشبية تقوم مقام ( ثلاجة ) اليوم في أكثر بيوت المدينة ... كان الرضا بالقليل والمقسوم , سر بركة هاتيك الايام , فكم من مرة كنت أرى عامل الطين او مقلع الحجر في ساعات الهاجرة وهو يقبل باطن وظاهر كفه ويضعه على جبهته ويحمد الله بصوت مسموع بعد ان يحتسي شربة ماء ويقضم كسرة خبز ,في ( جوت قهوة ) هو بمثابة وجبة الغداء له , بعد مشقة ساعات طويلة من العمل المضني .....!!! مع ذكرنا للثلج , لابد من الاشارة الى معمل الثلج القديم الذي يغفو الان بهدوء على الطرف الشرقي من نهر ( خاصه صو ) بعد ان هجره اهله , واصحابه , وزبائنه , حين دالت دولة معامل الثلج امام زحف التكنلوجيا .. بالأمس مررت بمعمل الثلج ورأيت وحشته , وتذكرت تلك الايام الخاليات التي كانت طوابير العربات والسيارات تنتظر لساعات طويلة امام معمل الثلج , لتحظى ببضع قوالب من الثلج ..!! شهقت شهقة ألم وأنا أردد (( بو داملار او داملاردي.. هاني او خاص اداملار ..) .......
|