( 1 ) .. غيمة ñ زرقاء ...!!
كنت ُ أراها بزرقتِها المشوبة بالبياض المتألق ... كانت تقف ُ فوق َ بيتنا المتداعي بإصرارò غريب حتى نهاية الخريف من كل َ عام , فالأعوام في الطفولة تتشابه الى حدَò بعيد الى أن تزمجر بروق ُ الأيام و تصهل سماءُ الفتوَة .... أحيانا ً, كنت ُ ألمحُها بين أغصان ِ شجرة الرمَان المعرَشة في حوشنا , كانت تختالـُني بين الوريقات و تختلس ُ النظر من الاغصان جذلة ً , وكنت ُ أحاول ُ رسمَها عبثا ً , أغمض ُ عينا ً و أقتنص ُ خطوطـَها ببناني , في تلك اللحظة بالذات كانت تتملـَص ُ مني , تأخذ ُ أشكالا ً شتـَى , تتلوَى , تتشقلب ُ , تتداخل , تصبح ُ وليدا ً في قماط , شيخا ً ملتحيا ً مسربلا ً بالبياض , زبدا ً لأمواج ِ بحر ò هادر .. !! كانت غيمة ñ مغناجة عصيَة على التأطير .... في بداية ِ الخريف من ذلك العام سُجلـْت ُ بالمدرسة الابتدائية , سألني المعلم ُ عن إسمي و عنواني الكامل ...
- أين تسكنون ..؟؟ - في القلعة ... - أين من القلعة ...؟؟ - تحت الغيمة ِ الزرقاء ...
.......
( 2 ) الخبز ُ والشمس ...
في الصباحات ِ الغارقة بالضباب , تحتضن ُ أمَي طـَشت َ العجين و تنتظر , تمسح ُ قطرات َ النـَدى عن النافذة , ترنو الى أقصى زاوية الفناء حيث ُ فوهة تنورنا مغطاة بقطعة ِ صفيح ò متآكلة , كان تنورُنا حاسرا ً بدون ِ سقف , لازال رذاذ ُ المطر يهمي فوقـَه من أقطار ِ سماوات ò مجهولة ... تعول ُ أمَي ..
- متى تشرق الشمس ُ , يا ربي ..؟؟
في طفولتي التي ذابت تحت شموس ِ ( القلعة ) وأمطارِها , لم أكـُن أعرف ُ علاقة َ الخبز بالشمس ...!!!
|