مع أول خيط من صباح السابع من آذار الجاري كانت القلوب النابضة بحب الوطن على موعد مع الوفاء وصدق الانتماء لأرض الآباء والجدود , أرض طالما تخضبت بسيل زكي من دماء الشهداء , وطالما أحتو ثناياها رفات أباء وإخوان وأبناء لنا اعدموا أو قتلوا غيلة وغدراً لا لشيء ألا لأنهم وطنيون اقحاح أبوا ظلم محتل وضيمً إذنا به , وشرفاء اصلاء لم يذعنوا لاملأءات أجنبية .. ذلك الصباح الربيعي جدد تاريخا تليداً من ماضò زاخر بصور التضحية والفداء .. صباح ليس ككل صباح ويوم لا يشبه باقي الأيام .. في ذلك الصباح وعلى امتداد ضحاه وظهيرته وعصره وأصيله كانت الجموع تترى من شتى مناطق التركمان والآلاف تتوافد على مراكز الاقتراع كي تقول كلمتها الفصل ,( نعم ) لمرشحي التركمان .. نعم لإخوتنا وأبنائنا الذين هم منا ونحن منهم قاسمونا الضراء والسراء .. فكان ذلك اليوم بحق يوم بيعة حقيقية. قالتها الجموع التي خرجت مع اول خيوط صباح ذلك اليوم بكل بيان وجلاء ووضوح . نعم لمرشحي الجبهة التركمانية العراقية .. مرحى لتلك الأنامل التي تخضبت بحبر العشق ورسمت أروع صور الانتماء الحقيقي لأرضها وعرقها الأصيل .. مرحى للشباب والشابات .. مرحى لامهاتنا اللائي كن في أول الركب في ذاك العرس .. ومرحى لابنائنا الذين علمونا أن القائد الحقيقي هو من يقول لجنده: اتبعوني .. لا أن يقول : تقدموا ثم اتبعكم .. لقد كان شيوخنا رموز مشبعة بالعزة والشمم .. وهم يتقدمون الصفوف في السابع من آذار ليضربوا لنا مثلا بليغاً ورائعاً من أمثلة الأبوة الحق والوطنية الصادقة .. ومرحى لكل عين دمعت فرحاً لمشهد ذلك اليوم .. ولكل لسان لهج بالدعاء إلى الله في ذلك اليوم .. ومرحى لكل تركماني أصيل خضب انملته وشارك في رسم تلك اللوحة المعبرة في ذلك اليوم التأريخي.
|