جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10/12/1948 كإحدى المعالجات الأساسية لتجنب ويلات الحروب والاستبداد من خلال نصوصه التي حددت تلك الحقوق واعتبرت الالتزام بها واجباً أخلاقيا وأدبيا وحضارياً ومقياساً لحضارة الأمم والشعوب من خلال مدى التزامها بتلك الحقوق وضمانتها والعمل على تحقيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو قاسم أخلاقي مشترك لجميع الشعوب للاعتراف بتلك الحقوق . ونصت المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان ، من دون أي تمييز ، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو رأي أخر ، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع أخر ، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء . وفضلاً عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد ، سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلاً أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود ) وأما المادة السابعة منه تنص ( كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة منه دون أية تفرقة كما أن لهم جميعاً الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تميز كهذا ).. وتتجه الإنسانية اليوم إلى التمسك الأخلاقي بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، بعد أن كان التمييز سبباً رئيسياً في إشعال الحروب والفتن والاضطهاد . ومنذ تسعة وخمسين عاماً ارتفعت في ساحات دولية اللافتات والشعارات التي تنادي بحقوق الإنسان ، وتحاول استقطاب تأييد وتضامن المنظمات غير الحكومية بشكل خاص للدفاع عنها والمواطن العراقي اليوم وفي الذكرى الثانية والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يقف ليتساءل أين حقوقي الأساسية في الأمن والسلام والاستقرار .. وأما ما نشاهده اليوم من انتهاك لحقوق الانسان في العراق ضد المتظاهرين السلميين من الشباب والمطالبين بحقوقهم ومحاربة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة المختلفة ، وتوفير الأمن والأمان والسلم والسلام ، والقضاء على العصابات المنظمة وحل أزمة النفط والغاز والبنزين في العراق الذي هو من ابرز البلدان المصدرة والمنتجة للنفط فهل هذه الأعمال والأزمات تمثل انتصاراً لحقوق الإنسان ؟!
وما نراه اليوم من استهداف المدنيين الشباب واصحاب الكفاءات العلمية من المتظاهرين السلميين واغتيالهم .. هل هذه الأعمال والجرائم هي احترام لحقوق الإنسان وانحياز لها ؟! أم ماذا نسمي هذه الأزمات والمأساة ؟! إذن أين مصلحة الإنسان العراقي في كل ما يحدث بالأخص بعد أن دفعت القوى الدولية المعروفة هذا الوطن ليكون ساحة حرب ضد الإرهاب الدولي والضحية دائماً هي الشعب العراقي الابي !!
|