( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ( الاحزاب 57 عندما نحاول أن نتناول مجموعة من الأفكار والمقدمات الأساسية لتوضيح مفهوم حرية الراي يجب ان لاننسى التفكير السليم وارتباطه بشكل جوهري مع المفاهيم الأساسية التي تتعلق بحقوق الإنسان عند الاديان والشرائع السماوية وفي الثقافات والحضارات المختلفة ، ولا نستبعد الإسهامات للرؤية الإسلامية في تأسيس وتأصيل ذلك المفهوم وبما تؤكده القيم الإسلامية في على ضوء مقولة الإمام علي ( الناس صنفان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق ) أي التاكيد على قاعدة احترام الأديان والعلاقة بين أصحاب الدين الواحد والاديان الاخرى لا تتنافى بأي حال من الأحوال مع الإنسانية ضمن الحقوق المشتركة . ان المعنى الحقيقي الذي يتعلق بحقيقة الرسالة الإسلامية وصف الرسول فيها ومهمته الإنسانية والعالمية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) نعم كل العالمين، كل العوالم المتنوعة هي محل لرحمة هذه الرسالة وهذا الرسول، وعلى قاعدة شريعة الرحمة , حتى مع الاختلاف يجب احترام كافة الأديان على ضوء ( لكم دينكم ولي دين ) . ومن المؤسف جدا أن ترى رئيسا لدولة لا يقدر حجم المسؤولية عن الكلام الذي ينطقه ولا عن ولا عن افعاله فيحاول من خلال شعارات زائفة وحالات عنصرية أن يمارس الخطاب الذي يبغي الإساءة للرسول الاكرم لحوالي مليار ونصف مليار مسلم ويعتبر ذلك ضمن حرية التعبير , ثم بعد ذلك يتحدث عن العقلانية وعن الوقوف في وجه بث الكراهية ويدعو الناس لعدم مقاطعة البضائع . أليس الرئيس الفرنسي بخطابه هذا هو الذي يحض على الكراهية والعنصرية تحت عناوين زائفة من الحرية وحرية التعبير وعندما انتقد البعض شخص "ماكرون"، فأدى ذلك لأن تعبر هيئات رسمية في فرنسا أنها لا تقبل بأن يهان شخص "ماكرون" نفسه، ولم تعتبر ذلك من حرية التعبير، بل وجهت في ذلك واستنفرت حتى ترد على مثل هذه الانتقادات التي تستهدف شخصه , إلا أن ماكرون وامثاله لا يعرفون معنى القيم الروحية والإنسانية والدينية . نعم أنت حر في دينك وما تؤمن به ، ولكنك لست حرا في أن تعتدي على ديني ورسولي، أو تسمح بذلك أو تومئ بخطابك في لحن القول، فتحرّض على الدين وأتباعه، هذا لو كنت تعلم معنى إنسانية المواطنة ومواطنة الإنسانية . وخلاصة القول إن حرية التعبير عن الرأي تنتهي عندما تبدء بالإعتداء على الآخرين وجرح مشاعرهم و الإيذاء بالمعتقدات الدينية ، وليعلم الجميع إن الإسلام جزء حيوي ومهم واساسي من عالمنا ولا يمكن انكاره ابدا .
|