دخلت حسينية الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث من الفاتحة المقامة على روح الشهيدين الدكتور يلدرم عباس دميرجي وشقيقه زين العابدين عباس دميرجي رحمهما الله , ونظرا للازدحام الشديد فقد لمحت كرسيا شاغرا في الصف الثالث وسط الساحة , فجلست وعندما انتهى المقرئ من تلاوة ايات الذكر الحكيم اهديت ثواب سورة الفاتحة لروحيهما وكالعادة سلم علي اقارب الشهيدين والجالسون ولكن الذي جالس بجانبي مال براسه نحوي وهمس قائلا :- استاذ اني اعرفك واتابع كتاباتك خاصة في مجلة توركمن ايلي وجريدة القلعة وكذلك في الانترنيت . فشكرته .... فقال :- اني فلان ابن فلان , من قضاء الدبس , وانا عربي و..... فأجبته :- لكن ... فقاطعني بسرعة :- ادري , ستقول ماكو فرق , لكن ساحكي لك حكاية حدثت معي شخصيا وتتعلق بشقيقتي . ونظرا للازدحام الشديد , وقيام القراء بتلاوة ايات قصار من القران , فالرجل كان يقطع حديثه بين الحين والاخر لقراءة سورة الفاتحة وهكذا حتى اكمل قصته فقال . في سنة من السنوات دهست سيارة مسرعة شقيقتي , فاصطدم رأسها من الخلف بمقدمة السيارة فأنفجر الدم من رأسها وحسبت ان راسها قد انقسم الى نصفين , ولم اشعر بنفسي الا وانا اضعها بجانبي في قمارة البيك اب واسير بها بسرعة البرق من الدبس الى كركوك . وما ان وصلت المستشفى وجدت ان قدماي تسبحان في دم اختي في قمارة السيارة . انزل المسعفون شقيقتي واخذوها الى داخل المستشفى , اما انا فقد هرولت الى الطبيب فاذا بي امام الدكتور يلدرم عباس بعينه ..... جالس على كرسي وبيده المصحف الشريف يتلو منه ايات بينات , ثم اخبر طاقم التمريض باخذ اختي الى صالة العمليات , وقام بفرش السجادة وصلى ركعتين وانا واقف مندهشا ومدهوشا ودخل غرفة العمليات . وبعد ست ساعات بالتمام والكمال خرج من صالة العمليات وهو يتمتم بكلمات مع رب العزة وبعد اكمال علاج المستشفى كنت اراجعه لمعاينة شقيقتي في عيادته الخاصة . واقسم بالله وهو الشاهد ان الدكتور الشهيد يلدرم لم يستوف مني ولا دينارا واحدا بل عملها لوجه الله تعالى , واليوم والحمد لله لو ترون اختي فهي بحالة جيدة جدا ومتزوجة وام لطفلة جميلة . فاستاذنته أن انشر ما قاله فقبل بشرط عدم ذكر اسمه وعنوان قريته . وها أنا أفعل .
|