كل ذرة من ترابنا عجناها بالدم فكانت خارطة وطن منها ولدنا فيها وجدنا ولها وعليها سالت دماء الشهداء ولها وعليها تسامت ارواح الشهداء نحن هنا من قبل أقدم عصر وقبل أن ينبثق فجر العمر فيها ولدنا ... ونولد فيها عشقنا ... ونعشق وكتبنا الشعر ... ونكتب فتاريخها في دمنا وتاريخنا في جذورها باقون نحن هنا نسطر ملاحمنا حبل السرة يربطنا بسومر وفي يدنا شمعات نور الشهداء وفي يدنا مصابيح الأنوار التسعة *** باقون نحن هنا رغم سحل جثة جاري وسوق ابن عمي للمقصلة وأخي قطعت يداه وجدي كسرت عصاه وخطفوا من عين ابنتي البريق وأضرموا النار في داري وأشعلوا الحريق لم يدركوا إن الدماء التي سالت قناديل تضيء الطريق *** نحن لن ننتهي لقاءنا يأتي دون موعد رحيلنا يأتي دون موعد سفرنا دائما كزخات مطر كلماتنا صوت الرعد أجنحتنا أمواج سحاب ونولد من بين الزهور ونتطلع الى القمر فكل شهيد منا يريد أن يولد آلافا من المرات يريد أن يستشهد آلافا من المرات الزمن لن يتوقف سيظل يدور ويدور مهما دمروا بيوتنا ومهما قطعوا أشجارنا فما زالت الحياة تدب في الجذور فما زالت الروح موجودة في الجذور
|