عندما اصر رئيس الوزراء السابق العبادي اجراء الانتخابات لم يكن مخطئا من وجهة نظره,لأنه كان يظن بأنه سوف يفوز بها ..سيما بعد الانجاز التاريخي الذي حققه بالانتصار على الارهاب عسكريا وإعادة هيبة الدولة التي فقدتها ازاء استخدام الفكر الحزبي في ادارة البلاد. لكن الطبخة السياسية اعدت دون دخول العبادي الى المطبخ السياسي..وكانت النتيجة,تشكيل حكومة على هامش اجراء انتخابات مزورة. تشكيل حكومة برئاسة عادل عبد المهدي كانت فرصة ذهبية للكتل المهيمنة على المشهد السياسي ومتخوفين من اعادة الهيبة للدولة العراقية ولان عبد المهدي لا يملك كتلة نيابية لكي يستند اليها للتخلص من الضغوطات. عبد المهدي اراد في الخطوة الاولى إعادة كركوك الى المربع الاول لكنه قوبل باعتراض شديد من قبل القوى التركمانية والعربية,ولربما من بعض القيادات العسكرية وبدليل انه قام بإبعاد اغلبية القادة العسكرية الذين كان لهم دور بأزر في مواجهة الارهاب وفرض سلطة القانون. المظاهرات العارمة والتي انطلقت من العاصمة وجنوب البلاد كانت الخط الفاصل في سير المنهج الحكومي المتبعثر منذ بدايته,لذلك اضطر عبد المهدي الى الاستقالة بعد توسع رقعة الاحتجاجات وكما اسلفنا في بداية المقال ولأنه لا يمتلك كتلة نيابية كبيرة فانه بقى وحيدا تجاه حملة الاعتراضات الواسعة على العمل كابينته. تفشي جائحة كورونا كان بمثابة حظ لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي لان وتيرة الاحتجاجات قد انتهت نتيجة اعلان حظر وقائي صحي في جميع المحافظات,رغم ان العملية السياسية شهدت بعض من تحركات مثل تكليف علاوي و الزرفي والكاظمي لتشكيل الحكومة لكن هذه التحركات فشلت وستفشل لان العالم بأسره ذاهب الى تغيير سياسي كبير بعد انتهاء الجائحة وانتظار ازمة مالية كبيرة قد تعصف بدول تعتمد على النفط بالدرجة الاساس لوضع موازناتها المالية.
|