يعرّف العُنْف لغةً على أنّه الشدّة والقسوة ، والفعل منه عَنُفَ . فيُقال: عَنُف بالرجل ؛ أيّ لم يَرفق به وعاملهُ بشدةٍ وعنفٍ ، أو لامه وعيَّره ويعرف بأنّه استخدام القوة بطريقة غير قانونية ، أو التهديد باستخدامها من أجل التسبّب بالضرر والأذى للآخرين ، و يُعرّف العنف في علم الاجتماع على أنّه اللجوء إلى الأذى من أجل تفكيك العلاقات الأسرية ؛ كالعنف ضد الزوجة ، أو الزوج ، أو الأبناء ، أو كبار السن ، سواء كان ذلك من خلال الإهمال ، أو الإيذاء البدني ، أو النفسي ، أو العنف الأخلاقي ، وهو أيّ سلوك عدواني يُمارسه فرد ، أو جماعة ، أو طبقة اجتماعية معينة هدفها استغلال أو إخضاع الطرف المقابل ذي القوة غير المتكافئة سياسياً ، أو اقتصادياً ، أو اجتماعياً ، كما يُعرف على أنّه سلب حرية الآخرين سواء حرية التعبير، أو حرية التفكير ، أو حرية الرأي ، ممّا يؤدّي إلى أضرار مادية ، أو معنوية ، أو نفسيّة . ولاحظنا خلال المدة الماضية عشرات حالات الانتحار واغلبها عند النساء وكذلك العديد من الاعتداءات والجرائم واستخدام العنف بصورة مفرطة لمشاكل اقل وصف لها بانها مشاكل اعتيادية لا ترتقي الى مستوى استخدام السلاح لحلها . كما تظهر دوافع أخرى للعنف الاسري ناتجةً عن التغيرات الاجتماعية الرئيسية التي تمرّ بها الأسرة؛ كإصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض ، وخاصة ظهور اعراض تشبه اعراض مرض فايروس كورونا يستحي منها المريض ويمتنع عن زيارة المستشفى او الخضوع للفحص ممّا يستدعي أحد الأفراد الذين أُهمِلوا بسبب هذه التغيرات إلى ارتكاب العنف بُغية التحكّم بالموقف وإظهار النفس . ولا ننس السبب المهم والاساسي لحالات العنف والانتحار وخاصة في زمن منع التجوال وعدم مزاولة الكسبة والعاملين بالاجور اليومية وافتقار الضحية الكامل للموارد المالية يؤدي به إلى الوقوع في براثن الفقر والتشرد وغيرها من الاثار التي لا تعد ولا تحصى وتؤدي به الى ممارسة العنف او الانتحار وحتى محاولة بيع فلذات الاكباد وعجز الأسرة عن توفير احتياجات المعيشة ؛ بسبب ضعف الموارد وتدنّي مستوى الدخل . وبعون الله فان وجود الكثير من الخيرين والجمعيات ومنتسبي خلايا الازمة والتكافل الاجتماعي وتوزيع المساعدات واموال الزكاة قد ساعد الكثير من العوائل , حيث ان شحة الموارد المالية تؤدي الى وقوع الانسان في براثن الجرائم وغيرها من الاثار التي لا تعد ولا تحصى لتجاوز ازماتهم ولو بنسب متفاوتة ولكننا على يقين بان هذه الازمة وقتية وسنتجاوزها بعون الله الى بر الامان .
|