هكذا كانوا يلقنوننا في المدارس ونحن طلبة. الشعار لم يقل ان نفط العراق للعراقيين او النفط ملك الشعب، بل اكد بان النفط للعرب فقط. ولكوني لست عربيا كنت احسد اصدقائي العرب على هذا الشعار الجميل. يا لحظ العرب الذين يملكون هذا النفط ويعيشون ابد الدهر سعداء في أوطانهم لا يحتاجون الى اي احد. النفط يكفي العرب والنفط يكفي كل سلالات العرب واجيالهم القادمة. العرب ليسوا بحاجة الى العمل، انهم يبيعون النفط ويعيشون ويعطوننا شيئا منه لأننا عراقيين بالنتيجة ونعيش معهم على الارض نفسه ولنا حق عليهم ولنا حق صغير في نفطهم. قضيت شبابي وانا احسد العرب على هذا الوطن المليء بالخير وعلى النفط الذي يغني عن كل شيء.
حتى مرت الايام وادركت ان النفط ليس للعرب قط. ادركت ان النفط كان للجميع الا العرب. علمت ان العرب ليسوا سوى ضحية هذا النفط وان العرب يعملون فقط لدى الشركات النفطية الاجنبية بالأجور. علمت ان النفط للإنكليز اولا ومن ثم الامريكان والفرنسيين واسرائيل والدول المتنفذة ولم يكن النفط للعرب يوما. علمت ان كل ما يعانيه العرب اليوم في اوطانهم هو بسبب دينهم الاسلامي ومن ثم ثرواتهم وعلى راسها النفط. تيقنت ان نفط العرب مصادر قبل ان يستخرج من باطن الارض.
|