قبل ثلاث سنوات كانت حديقة المصلى التي تتوسط دوّار ( فلكة ) منطقة المصلى بقلب مدينة كركوك ، تعاني الوحشة والوحدة،وتشكو الظمأ والأهمال، بعد ان ذبلت اشجارها وجفّت سواقيها،وشحّت مياهها، وغادرها اطيارها ، كان المنظر يومذاك مؤلماً ويُدمي قلب كلِ من أحبَّ تلك الفسحة الخضراء التي أُنشأت في عهد رئيس بلدية كركوك الأسبق شامل اليعقوبي ، والتي كانت يوما ما ملاذ اهل المنطقة وملتقاهم في ساعات الأستراحة واوقات الفراغ ، وظلت حالة الشحوب تلقي بظلالها الداكنة على الحديقة وتحيل نضارتها الى نضوبٍ وذبول ، الّا أن قيّضت الاقدار لها، من يراعيها ويحيطها بالحب والأهتمام والحنان، فحولها في غضون أسابيع معدودة الى واحةٍ غناّء ، وفسحة خضراء تزهو بالورود والرياحين وتكتظ بالرواد رجالاً ونساءاً صغاراً وكباراً ،والفضل يرجع في ذلك الى عاشق المصلى ( أحسان ) هكذا يسميه أهل المنطقة ، فهذا الشاب الطيب، تطوع بدافع شخصي وبرغبة ذاتية ، الى إعادة الحديقة الى سابق عهدها، وغابر مجدها ، فزرع فيها الأشجار والورود ، وشّق سواقيها من جديد، وصبغ اسيجتها ، وزيّن نافورتها المائية بالمصابيح والاضواء ، فحولها من أرض يباب ، الى جنينة تعج بالحياة والأمل .. فمرحى بالشاب الغيور المحب للخير وللارض وللانسان ( أحسان ) ... ومرحى لقلبه المفعم بالخير والحب .. وياليت بيننا اليوم الكثير ممن يشبه ( أحسان ) في حبه للأرض وحبه للخير ولاسعاد الناس ، فأن من اسعد السعادة ان يكون المرء مصدر سعادة للاخرين ، مثلما يقول المثل الصيني : من يريد السعادة لمدة ساعة، فليأخذ قيلولة. من يريد السعادة لمدة يوم، فليذهب للصيد. من يريد السعادة لمدة عام، فليرث ثروة. من يريد السعادة طوال حياته، فليساعد الآخرين ..
|