الافكار العظيمة تبدأ بكلمة , والرؤى القومية تبدأ بأمل وتخلص الى حقيقة ناصعة البياض , والانجازات العظيمة تبدأ بحلم وتنتهي الى واقع ملموس . كانت لنا رؤية وزرعناها حلما وسقاها لنا الشهداء بالدم والعرق ... واحتضنوها بالتعب ودفعوا فاتورتها بعذابات السجون واعواد المشانق . فكان المخاض , وجاء الميلاد بعد اجيال وعبر اسهامات نخبة من القادة الشهداء من مبدعي ومفكري شعبنا النبيل . فقد عملوا فرادى او معا , متخفين عن اعين السلطات سنينا عجاف , فمنهم من تسامت ارواحهم من على اعواد المشانق الى عليين او استشهد داخل الزنزانة . ومنهم من ذاق غياهب السجون لعقود . ومنهم من استطاع الفرار بجلده وانقاذ نفسه من نار السلطة ولو لحين فاكتوى بنار الغربة وذاق مرارة الضياع وتجرع كاس الحنين الى الارض والاهل . عملوا جميعا على طول ارضنا الطيبة . فلا انا بقلمي المتواضع ولا الالاف غيري نستطيع ان نفي حق قطرة دم واحدة من شهيد ولا الحديث عن سنوات السجن او ايام الغربة او نشكر من شارك في بناء الحلم ورسم ادق خطوطه وقام بتعبيد طرقاته وكل من ساهم في تطويع الحلم الجميل ونقشه على اوراق سفر تاريخنا العظيم . مهما تعالت اصوات معاناتنا وكبرت صور عذاباتنا فما يزال هناك امل .... او على الاقل بصيص امل ... وما يزال حلمنا مستمرا . الدم الاحمر القاني الذي سال من جسد الشهيد جعل ابواب الامل مشرعة ونوافذ الحلم مفتوحة امامنا دائما . لكن !!! نحن في هذا الزمان نلوث الامل والحلم بغبار فرقتنا ونفايات يأسنا . لقد نسينا امورا كثيرة بل تناسيناها .... التاريخ , الشهداء , العظماء , القدوة وحتى تناسينا الافكار القومية , فهل نتذكر محمد الفاتح في التاريخ وحديث نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم عن فتح اسطنبول او نعرف نزرا يسيرا عن الشهيد القدوة نجدت قوجاق وغيرهم . الم نكن دائما نلبي النداء ونبني ونغيث الملهوف وننشر الخير وندس الفرح في بيوت من نعرفه او لا نعرفه ... وعندما اصابنا الحزن فلا احد حس بنا . نعم .... لان الذي تعود ان يسعد الناس فمن الصعب ان يشعر الناس بحزنه والمه ولنا الله . وستبقى رؤوسنا عالية في السماء ...... ليس تكبرا ولا استعلاء ....... بل ثقة بالنفس وكبرياء .... وسيشهد التاريخ .
|