ان الشعب ( أي شعب ) الذي يريد تحقيق حريته وأهدافه ويمد يديه كلتاهما للامساك بكافة حقوقه الشرعية والمشروعة ومن ثم ممارسة دوره الايجابي عبر القنوات السياسية والإدارية والاجتماعية بل وحتى في المجالات الرياضية والأدبية . مثل هذا الشعب ( خاصة الشعب التركماني ) لابد وان قدم في هذا الطريق ويجب أن يقدم قوافل من الشهداء الأبرار ليكونوا نبراساً يهتدي بهم سائر أبناء الشعب لان الرفعة والحرية التي نبغيها لن تأتي إلينا على طبق من ذهب ... بل أن الوصول إلى القمة يحتاج إلى جهد وتعب ودماء زكية . أن العمل على هذا الطريق ( طريق خدمة الشعب التركماني والجهاد لأجله) يحتاج الى جلد وصبر وتعب شديد وتضحيات جسام بالمال والأرواح . والعمل من اجل الوطن والشعب يشبه قطاراً بعربات كثيرة على سكة في طريق طويل جداً يحوي جبالاً وصحارى وظروف قاسية وعلى متن هذا القطار يسافر أناس كثيرون ... وحيث ان القطار هو مجرد رمز لطول الطريق ووعورته واحتوائه على مصاعب جمة ... فان الإنسان القومي الحقيقي وحده هو من يستطيع البقاء في عربات هذا القطار والمواصلة إلى نهاية المشوار بالقطار او بغيره أو تسليم الراية ( الأمانة ) إلى جيل أخر يأتي بعده ويملك هذا الجيل مقومات حمل الأمانة أخلاقيا . فمع انطلاقة عربات القطار من المحطة الأولى سيكون هناك حتماً من يتخلف عن الركب ويبقى متفرجاً ويدير ظهره للقطار لان ليس في قلبه الحد الأدنى من الإيمان بقضيته وليس مستعداً لبذل ( الرخيص قبل الغالي ) للوصول ولو إلى محطة ثانية قريبة . ومع توالي المحطات والمصاعب والمسير الثابت للقطار سنرى بان هناك مجموعات أخرى تترك عربات قطار العمل القومي تباعاً وهؤلاء ينزلون من القطار ويرحلون عن القافلة أما لضعف إيمانهم أو لشدة حبهم للمال والحياة أو بسبب تأثر البعض منهم بالدخان الذي يتطاير من القطار نفسه ويبقى صامداً من لهم هدف وقضية وعقل واع ò . وقد يكون على متن بعض عربات القطار بعض الوصوليين ومن يحبون الكراسي والمناصب ... ومن سيكون في بعض مفاصل مقدمة القطار وهو ليس أهل له ... بل ليس من المستعبد أن يبقى في بعض عربات القطار قسم باعوا قضيتهم بشتى الوسائل وتلطخت أيديهم بأموال ودماء أبناء هذا الشعب النبيل . وقد يكون هناك في نفس عربتك من يحاول ان يدفعك الى خارج القطار .. فالحل الأمثل هو البقاء أو الذهاب للجهاد في عربة أخرى .. أو العمل منفرداً .. المهم هو ان تبقى على نفس الخط القومي الذي يقودك عبر طريقه لخدمة الشعب التركماني وسيبقى على متن القطار ( ولو اختلفت عرباته ) أو يسير بموازاته من له إيمان ويقين راسخ وتفاؤل مطلق بالوصول إلى الهدف الغالي . نعم سيكون هناك شهداء يدفعون ضريبة الفكر الواعي وثمن الروح القومية الأصلية ويستشهد وهو داخل زنزانته مثل الشهيد فاتح شاكر .. ومنهم من يساق إلى عرس الشهادة من الزنزانة إلى حبل المشنقة مثل الزعيم عبد الله عبد الرحمن وقدوة الشباب الدكتور نجدت قوجاق وكثيرون غيرهم ,ومنهم من استشهد عن طريق الاغتيال والتعذيب مثل حسين علي موسى ده مرجي ( تمبل عباس ) ومنهم من توفاه الله على سريره . هذه هي الحياة .. وسيكتب التاريخ كل شاردة وواردة ويتم محاسبة كل من يحاول عرقلة مسيرة هذا القطار نحو أهداف الشعب التركماني . هذا هو قطار الوطنية والقومية والدين والاخلاق .. حتى ولو دفعوني خارجه .. ساجاهد من عربة أخرى أو أواصل المسير على قدمي مشياً أو هرولة .. وليس مهماً مستقبلي المهني والوظيفي .. وسيظل الفكر القومي هو الوحيد الذي يحتل رأسي .
|