من اهم الوسائل التي تساعد في انجاح النظام الديمقراطي هي صناديق الاقتراع التي بموجبها يستطيع الناخب وبكل حرية اختيار الشخص والحزب السياسي الذي يمثله في البرلمان إذا حصل على الاصوات كافية التي تمحه تشكيل الحكومة. في المقابل هنالك من يرى بأن النظام الديمقراطي ليس فقط صوت الناخب انما العمل على ايجاد الارضية المناسبة لكسب ثقة الذين لم يمنحوا لك الاصوات في الانتخابات لكن الغرب لا سيما في اوربا قد نجحوا في التغلب على هذه الصعوبة من خلال ابعاد الشارع عن المجذابات وعدم معاقبة الذين لم يمنحوا أصواتهم للحزب الذي شكل الحكومة اضافة الى الاعتماد على الكفاءة والخبرة في اعطاء المناصب الحكومية الحساسة. لكن بعد دخول ظاهرة الاستفتاء من اجل ارساء قواعد النظام الديمقراطي اصبح التوافق الذي جعل هذا النظام ان يميل الى النجاح في خطر والكل يتذكر عملية الاستفتاء التي جرت في العراق عام 2005 حول الدستور الجديد حيث ان هذا الدستور بدلا من يكون منهجا في التوافق الاجتماعي السلمي اصبح مشكلة هددت بعض المناطق لا سيما التي سميت ب"المناطق المتنازع عليها" والتي اصبحت هدفا سهلا للجماعات الارهابية في تدميرها بعدما فشلت حكومة بغداد والإقليم في الاتفاق على صيغة لحماية سكانها وان ما يعيشه العراق اليوم هو من احد اسباب الدستور الغير التوافقي والذي ادى الى احتكام قوة السلاح بدلا من قوة العقل والتوافق. عمليات الاستفتاء ليست إلا فرض قوة الادارة السياسية الحاكمة على سكان المناطق الذي ذاقوا ويلات الحرب والدمار وابعدوا من الاستفادة من خيرات مناطقهم وليس حلا ناجحا ومع مرور الزمن يتحول الى معضلة من الصعب ايجاد حلولا لها. وفي الاستفتاء ايضا ينقسم السكان الى نصفين بين من يدعمه وبين الذي يرفضه فما ذنب الذي يرفضه لان ليس مجبرا العيش ضمن اطار اداري وسياسي وهو لا يرغبه وقد ينقسم الشعب الى عدة اقسام في الانتخابات لكن الحكم الاداري والسياسي لا يتغير وإنما يبدأ الى التحول لسلطة شاملة يقودها البرلمان الذي يضم تمثيلا عادلا لجميع الكتل والمكونات.
|