في بداية عام 1991.. وقد ثار الشعب العراقي ضد الجلاد املا في التحرر من العبودية وكسر القيود اعقاب دخول الجيش العراقي الى الكويت. ثورة عارمة شملت عموم العراق من شماله حتى جنوبه سميت بالثورة الشعبانية. الحكومة تقمع الشعب الثائر وتستخدم ابشع الاسلحة لإنهاء ثورته ودون رحمة حتى فقد الشعب المئات من ابنائه. العالم يدين هذا القمع البربري والحكومة لا تهتم والشعب يأن تحت الويلات. حتى ذهبت الحكومة العراقية الى تحدي العالم فهيئت سفينة اسمتها بـ (سفينة السلام) لتنطلق هذه السفينة ومن عليها من مؤيدي النظام السابق والمؤيدات وهم يهتفون باسم قائد الضرورة وينتصرون له دون اية مبالاة بما يعيشه الشعب العراقي, ليعطوا صورة مزيفة مفادها ان الشعب العراقي يقف الى جانب النظام البعثي ليلغون كل معاناة هذا الشعب المغلوب على امره امام الرأي العام العالمي في محاولة يائسة بائسة. وحيث ان سفينة السلام تبحر وتشق عرض البحر في مياه الخليج, ومن عليها يهتف وينادي حبا للجلاد دون أي خجل او استحياء من الشعب المقهور, كان ابناء الشعب التركماني في منطقة التون كوبرو شمال كركوك يذبحون بالجملة ويدفنون بمقابر جماعية. ففي 28 مارس من عام 1991 حيث ابناء الشعب التركماني وقد لجأوا هربان من الموت في كركوك وتجمعوا عند اهالي مدينة التون كوبرو, لحقت بهم وحدات الجيش العراقي ونالوا منهم في تلك المدينة في 28 مارس 1991. استشهد اكثر من 100 تركماني, حيث استشهد الاب مع ابنه وعوائل فقدت اكثر من اثنين او ثلاثة من افرادها. الشيء المخزي في الامر ان تجد بعض الذين كانوا على متن سفينة السلام المقبورة يبكي اليوم على شهداء التون كوبرو.. الامر الذي يذكرني بالمثل التركي القائل (يأكل مع الذئب ويلطم مع الخرفان). فسلاما لكم يا شهداء التركمان في التون كوبرو في ذكرى استشهادكم. سنستذكركم ما حيينا وسيتذكركم التاريخ من بعدنا الى ابد الدهر. وسلاما يا ام الشهيد ويا اطفال الشهداء ويا ذوي الشهداء. وسلاما لك يا شعبي التركماني الصابر الصامد. والخزي والعار للقتلة ومن ناصرهم وهتف لهم.
|