وسط حشد من الناس يظهر رجل ويصرخ مخاطبا ساسة التركمان قائلاً: “تقولون توحدوا فأن في الوحدة قوة ..الى من توجهون هذا الكلام للشعب ام الى الساسة؟". في جو يسوده الحزن والألم تجمعنا في الذكرى السابعة و الثلاثين ليوم الشهيد التركماني..هذا اليوم اعدم فيه اربعة من قيادي التركمان من قبل النظام البائد..وبعد سبعة وثلاثين سنة تم العثور على رفات رجل الاعمال التركماني عادل شريف لكي يدفن في احدى مقابر بغداد بجانب الكرخ. التجمع الاستذكاري الذي نظمته جمعية السجناء السياسيين وعوائل شهداء التركمان سبق بزيارة ضريح القيادي التركماني البروفسور نجدت قوجاق ووضع اكيلا من الزهور. وبعد انتهاء الكلمات البروتوكولية ,كعادته اتحفنا الفنان التركماني عرفان صديق دايلا بعرض فردي وهذا النوع من الفن الذي يعتبر الاكثر تأثيرا في تعريف المغزى الحقيقي في ايصال القضايا الى المشاهد. يوم 166 كانون الثاني هو يوم كل شهيد تركماني وبالأحرى يوم كل انسان استشهد من اجل الانسانية, فالقضية هي نوع من انواع الدفاع عن الانسانية والمناقشات التي تحدث بخصوص تحديد هذا اليوم تصب في مسار خلق جوا من الديمقراطية لان الشعب الذي يؤمن بالديمقراطية هو الشعب الذي يناقش مواضيعه الحساسة بكل شفافية اضافة الى ان كل شهيد هو رمز من رموز الحرية والانسانية لكن... لكل شعب رموزا قادته الى طريق الحرية والنضال وان يوم 16 كانون الثاني 1980 اليوم الذي اعدم فيه قياديي التركمان يعتبر يوما خاصا حيث اعتبر بيوم الشهيد التركماني. يبدو بأن الشخص الذي خاطب الساسة التركمان كما ذكرنا في بداية المقال كان محقا فالوحدة تتولد في الحركة السياسية التي تقود القضية والشعب يجري خلف هذه الحركة ومن خلال صراخ هذا الرجل اتضح بأن الوحدة المرجوة باتت حتمية وتؤكد بأن الشعب بدأ يدرك حقيقة الأمر في حال عدم اصلاح هذه المعضلة من يدري فربما اليوم يصرخون وغدا يثورون..
|