كان متوقعا حدوث عمليات اغتيال مبرمجة لشخصيات سياسية تركية بارزة او بعثات دبلوماسية بعد ان فشل المتآمرون في انقلاب ١٥ من تموز الماضي لكن المستغرب هو عدم الكشف او تصفية الجناح السياسي للتآمر رغم مرور عدة أشهر على فشله, لان لابد من كشف الذين كانوا سوف يمسكون الأمور السياسية والدبلوماسية للدولة في حال نجاح التآمر. مقتل السفير الروسي في العاصمة التركية انقرة هو محاولة لتضليل نجاح الدبلوماسية التركية في اجلاء المدنيين من مدينة حلب وسط السكوت المروع للعالم الاسلامي على الاحداث التي وقعت في المدينة في الآونة الاخيرة ,رغم ان سياسة تركيا تجاه سوريا لم تكن موفقة بشكل عام وهذا ما أكده نائب رئيس الوزراء في احدى تصريحاته. نشر فيديو عملية اغتيال السفير الروسي في وسائل التواصل الاجتماعي يدل بأن المؤامرة كبيرة ويراد منها وضع تركيا في موقف محرج وإظهارها للعالم بأنها لاتستطيع ان تحمي البعثات الدبلوماسية. مسالة الاغتيال ليس لديها اية علاقة مع الدين بتاتا وانما هي مسالة سياسية لان بعد العراق وسوريا يحاول الصراع الامريكي الروسي للهيمنة على العالم أدخال تركيا ضمن مسرح تصفية الحسابات. المسالة مسالة عقل وليست عواطف لماذا حدد هذا الوقت تحديدا لتنفيذ هذه العملية؟ في حين هنالك محاولات لإيجاد حل سياسي بين روسيا وتركيا وإيران في سوريا. على العموم فان روسيا هي أسوأ السيئين للعالم الاسلامي تحديدا كما كانت الولايات المتحدة الامريكية أفضل السيئين. قد يستغرب الكثيرون من هيمنة فيديو مقتل السفير الروسي على نقاشات التواصل الاجتماعي لان ظهور هذه الوسائل قد ألغى الحدود بين الدول وحولت العالم الى حي صغير.
|