ام مسنة وابنها يسكنون في بيت صغير. المدينة كانت مهددة بإعصار شديد وهم يجلسون في احدى غرف هذا البيت الصغير متحسبين. وفجأة بدأ الاعصار العنيف وبدأت السيول تجرف المدينة. الام العجوز قالت لابنها اغلق النوافذ والابواب يا بني لكي لا يدخل الماء الينا. ما كانت الا دقائق وقد جرف البيت الصغير جراء السيول وقد اختلط الحابل بالنابل. من حسن الحظ تم انقاذ المرأة المسنة واخلائها الى المستشفى بعد ان دمر البيت الصغير. ابنها كان في نفس المشفى معها وبعد ان افاقت المرأة وهي لا تعي ما حل بالمدينة من دمار ولا تقدر حجم الكارثة التي حلت بالمدينة. شاهدت ابنها فقالت له: الم اقل لك يا بني بان تغلق نوافذ والابواب لكي لا يتأثر البيت بالمياه؟! ماذا من شانه ان يجيب هذا الابن وقد قلعت المدينة من جذورها. اكتفى بإجابة مختصرة وبجملة قصيرة قائلا: المسالة اكبر يا امي. كما نعيشه نحن اليوم في العراق من تصاعد كبير في الاحداث لا نعلم منتهاه. نتحدث ونحلل ونعطي الآراء, وكل هذا لأننا كالمرأة المسنة لا نقدر حجم الاعصار المرابط في اطراف المدينة. فلا باب ولا نافذة من شانها ان تصد اعصارا يقتلع البيت من اساسه.
|