مشروع الشرق الاوسط الكبير هو مشروع انكليزي الفكر ذات تنفيذ امريكي يهدف الى ايجاد ثغرات طائفية او قومية من اجل تقسيم الدول الى دويلات صغيرة من اجل السيطرة على ثرواتها الطبيعية.
منذ بداية القرن التاسع عشر ارادت الدول العظمى تنفيذ هذا المشروع لكن سرعان ما اصطدم هذا المشروع بهزيمة دول التحالف في ما تبقى من الدولة العلية العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بقيادة القائد التركي مصطفى كمال اتاتورك ورفاقه في الجيش.
من اهم النظريات التي اسسها اتاتورك بعد اعلان الجمهورية لا سيما في السياسة الخارجية التركية"السلام في الوطن والعالم" وبعد ذلك سعى الى اقامة علاقات قوية مع الدول الجوار ورفع العلاقات الى اعلى المستويات مع الاتحاد السوفيتي انذاك ومن ثم توجه الى العراق وإيران لان الاستقرار الامني في هاتان الدولتان يعني الاستقرار الامني في تركيا في حين هنالك مشاكل حول شط العرب بين العراق وايران من جهة ومشاكل حدودية ومشكلة الموصل بين العراق وتركيا من جهة اخرى.
لكن اتاتورك كان يبني سياسته على اسس واقعية وليست خيالية لذلك اراد ان يقيم اتفاقية امنية بين تركيا وايران والعراق رغم الخلاف الكبير بين هذه الدول وبالفعل بتاريخ 2 تشرين الاول عام 1935 شهدت عاصمة سويسرا جنيف اتفاقا بين الاطراف الثلاثة لكن سرعان ما تهشمت هذه الاتفاقية بسبب خلاف العراق وايران حول موضوع شط العرب.
اللقاءات والمناقشات لم تنتهي الى يوم 8 تموز 1937 ووقعت الاطرف "ميثاق سعد أباد" وهو قصر في العاصمة الايرانية وألآن يستخدم كمتحف ومن ثم انضمت افغانستان الى هذا الميثاق من البنود الاساسية لهذا الميثاق الذي قد لا يعلمه الكثير عنه هو التعاون الامني المشترك بين الموقعون للتصدي للتمردات التي قد تشهدها هذه الدول واتخاذ اجراءات مشددة للحد من حالات التهريب التي كانت تحدث بين حدودها والاحترام المتبادل لوحدة اراضيها. هذا الميثاق استمر الى عام 1979 وهو تاريخ اعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث تلتها الحرب الايرانية العراقية وهنالك من يعتقد من المختصين بأن مفعول هذا الميثاق مستمر لحد الآن لعدم وجود اي بيان رسمي صادر من الاطراف ذات العلاقة يعلن فيه انتهائه,في حين أن هذه الدول في امس الحاجة لميثاق مثل الذي وقع في ثلاثينات القرن الماضي..لكن هناك صعوبة قد تواجه هذه الاتفاقية حاليا لان تركيا الان في جبهة والعراق وإيران في جبهة اخرى بسبب الخلاف الذي نشأ حول مستقبل سوريا اضافة الى ان هذه الدول لا تمتلك اية رؤية واضحة والسبب يعود الى السياسة الخارجية الغير ناجحة الى حد ما.
|