mehmet_salihi@yahoo.com
رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها البلاد. ورغم الصعوبات البالغة التي يعاني منها الطلبة الذين ارغموا على ترك ديارهم والنزوح من بيوتهم في ظل المتغيرات السياسية الفريدة من نوعها والتي يشهدها العراق والزخم الكبير الذي تشهده المدارس في مختلف المحافظات العراقية, راحت وزارة التربية العراقية الى اتخاذ قرار تاريخي له صلة مباشرة بمستقبل الطلبة الا وهو قرار فصل الدراسة العلمية للمرحلة الاعدادية الى فرعين الاحيائي والتطبيقي. بموجب هذا الفصل وفرض التخصصات فان الطالب الذي سيختار الدارسة الاحيائية سيحرم تماما من دراسة في الكليات الهندسية مهما كانت درجته عالية. والطالب الذي سيختار الفرع التطبيقي سيحرم تماما من الدراسة في الكليات الطبية حتى لو حصل على معدل 100%. طبعا سيكون الاختيار صعبا للغاية للطالب ولذويه والامر ليس بالهين. التجربة هذه التي فشلت مسبقا في دول حاولت تطبيقها مثل ليبيا وغيرها ثم فرضت بالعراق دون استشارة احد, القرار كان فرديا من قبل وزارة التربية فقط. هكذا قرارات مصيرية مهمة والتي تصيب الفرد العراقي بالصميم يجب ان يكون بموافقة جماهيرية وضرورة الحصول على موافقة الشعب من خلال التصويت بالبرلمان. فهذا الامر يهم مستقبل ابناء البلد والعوائل التي صرفت جهدا ماديا ومعنويا كبيرا للوصول بأبنائها الى مستويات عالية. الا ان هذا القرار التاريخي المهم الذي سيكون ضرره على الطالب العراقي اكبر من نفعه قد مرر في 15 ايلول 2015م وهو الان في سياق التطبيق. انا متأكد للغاية بان هذه التجربة سوف تفشل قريبا كما فشلت في الدول التي عملت بها. ولكن ستفشل بعد ان تضر بمجموعة من الطلبة الذي سوف يشملون به في حيز التطبيق وسيكونون الخاسرين والمتضررين منه حتما مع الاسف. لذا فإننا كمواطنين عراقيين نطالب وزارة التربية بإلغاء هذا القرار واعادة النظام السابق وعدم تحديد الفرص الدراسية امام ابنائنا وتوسيع فسحة الامل امامهم وعدم الاضرار بمستقبل والمجازفة به. ونطالب رئاسة الوزراء والبرلمان العراقي بالتدخل السريع لمنع تطبيق هذا النظام الجديد والذي سيشمل طلبة الصف السادس ابتداءً من هذه السنة الدراسية.
|